يتأثر الطفل بالحرمان من النوم أو عدد ساعات النوم القليلة مثلما يتأثر الشخص البالغ، ولكن مع فارق أن الشخص البالغ الذى لم ينم جيدا ستبدو عليه معالم النعاس وسيتحرك ببطء بينما يكون الطفل الذى لم يحصل على كفايته من النوم نشيطا ومليئا بالطاقة، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يجب ألا يخدع الأم لأن الطفل يحتاج للنوم لمساعدته فى النمو وتطور وظائفه المختلفة. وعلى الأم أن تعلم أن الطفل عندما لا يحصل على كفايته من النوم فإن هذا الأمر سيظهر فى سلوكياته. ويجب أن تعلمى أن النعاس وتثاؤب الطفل ليست هي فقط العلامات الوحيدة التى تدل على أن الطفل يريد النوم، فهناك بعض العلامات الأخرى مثل التذمر والتسرع وعدم القدرة على التركيز مع التأثير أيضا على صحة ومشاعر الطفل ومدى نجاحه الأكاديمى، مع الوضع فى الاعتبار أن العوامل السابق ذكرها من شأنها أن تؤثر على حياة الطفل بصفة عامة. وفى كثير من الأحيان فإن الطفل وهو صغير السن تتحكم الأم فى مواعيد النوم والاستيقاظ، ولكن مع مرور الوقت ووصول الطفل لمرحلة المراهقة فإن الأم لا تتمكن من التحكم فى نظام نومه كثيرا، مع الوضع فى الاعتبار أن الأم يجب عليها متابعة نظام نوم طفلها فى كل المراحل العمرية.
إن الطفل بصفة عامة ينام لمدة توازى 13 شهرا خلال أول عامين من حياته، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر يساعد على نمو مخ الطفل، ومع تقدم الطفل فى العمر فإن عدد ساعات النوم التى يحتاجها تقل، فمثلا يحتاج الطفل فى فترة ما قبل دخول المدرسة ما بين 10 و12 ساعة من النوم، أما الطفل فى فترة المراهقة والمدرسة فإنه يحتاج تسع ساعات من النوم. إن النوم يساعد الطفل على تكوين الذكريات وحل المشاكل والتعلم، أما عدم حصول الطفل على كفايته من النوم فإنه أمر يؤثر على أدائه الدراسى وعلى صحته الجسدية. إن الجسد خلال النوم يفرز هرمونات تساعد على بناء العضلات وإصلاح الأنسجة والخلايا، كما أن الدراسات أثبتت أن عدم حصول الطفل على كفايته من النوم أمر قد يساهم فى إصابته بالسمنة. إن حصول الطفل على كفايته من النوم أمر مهم مثل ضمان حصوله على التغذية السليمة وممارسته للرياضة، ولذلك يجب على الأم أن تجعل الطفل يدرك أهمية النوم له وفوائده، ويجب على الطفل أن يعلم أنه عندما يختار عدم النوم للاستذكار أو فعل أى أمر آخر فإن قدرته على استيعاب المعلومات وتذكرها ستتأثر.
يجب على الأم أن تنتبه جيدا للنشاطات التى يمارسها الطفل فى فترة الليل لأنها قد تجعله لا يتمكن من النوم مع الوضع فى الاعتبار أن ممارسة الرياضة خلال فترة النهار أمر صحى وسيساعد الطفل على النوم، ولكنه بعد ذلك يحتاج وقتا ليهدأ جسمه ويرتاح ويستعد للنوم ليلا. ويجب على الأم أن تعلم أيضا أن الضغوطات المصاحبة لممارسة الرياضة أو المشاركة فى أى نشاط اجتماعى خلال فترة الليل قد يعوق الطفل من الخلود للنوم بسهولة. يجب على الأم أن تدرك أيضا أن واجبات الطفل المدرسية قد تؤثر على روتين نومه أيضا من خلال عدة نقاط مثل الوقت الذى قد يستغرقه الطفل فى الانتهاء من الواجب المدرسى وخاصة إذا كان موعد نوم الطفل قد اقترب لأن الطفل قد لا يتمكن فى النهاية من الخلود للنوم بسبب الشعور بالضغط والتوتر. إن الطفل الذى لا يحصل على كفايته من النوم قد يصاب بالإحباط وبالتوتر على المستوى العاطفى، وقد ينفجر غاضبا لأنه لا يستطيع التعبير عما يشعر به بسبب التوتر. وبالإضافة لما سبق فإن عدم حصول الطفل على كفايته من النوم قد يجعله أكثر عرضة للإصابة والوقوع بسبب عدم قدرته على التركيز.